كتبت لي صديقة قائلة:
ياصاحبة العينين الثرثارتين .. هذه الأيام تبدين كثيرة الصمت .. حديثك في كل جمع لنا يقل بل يكاد يندر
تسمعين ثم تبتسمين ولا تعلق ..لكن ما إن أنظر لعينيك حتى أرى فيهما حديث طويل .. وحكايات كثيرة متشابكة
عيناك ثرثارتان ياصديقتي تخبرني بأسرارك مهما أخفيتها ..
فرددت عليها
لا أدري أتمدحينني بقولك أم تذميني .. أتثرثر عيناي .. !!!!!!!!
عجبا منك ألا يكفيك كل هؤلاء المثرثرين لتبحثين عن ثرثرة العيون ..
ألا يكفيك أيتها المشاكسة ما تسمعين من ثرثرة هنا وهناك .. ألا تكفيك ثرثرة السياسيين
,,والشعراء والمحللين
ياصديقتي نحن أكثر الناس ثرثرة .. ألا ترين كلما جد في الساحة حدث تناولنا المنابر
نشجب ونستنكر وندبج المقالات وننظم الأشعار .. أو ترين نعد بوعود أكبر منا
ومن قدرتنا ومن فهمنا ..أتجردينني من ميزة الصمت التي جاهدت نفسي و عروبتي لأصل إليها ..
ثم تصميني بأني ثرثارة العين ..
أي أسرار أخبؤها لتريها أنت ؟ وأي حديث قالته لك عيناي .. وأي أسرار أفشتها لك ..
لا تتوهمي حديثا لم يقال ولا تحلمي بحديث سيقال .. فما أصعب الوهم ..
فدعي عيني .. فأنا لاأكاد أبصر بهما جيدا حتى أجعلهما تعبران عني ..
أما الثرثرة فأعترف أني إذا أردت ثرثرة فتحت فم القلم وبدا بحديث طويل ..
لكن لا يقرأ حروفي سوى من أحب ..
حتى هذا الحبيب مل ثرثرة قلمي ورحل .. فأظن أن قلمي سيختار الصمت يوما مثل صاحبته ..
ياصديقتي .. عجبا لباحث عن ثرثرة يصم بها أذنه .. ثم إذا مل منها ذهب وتركها .. دون أن يدري
ماحال صاحبها ,, دعيني أتعلم ميزة الصمت .. وسأبحث عن نظارة سوداء لأخفي بها
عينين تعاندان قراري وتثرثران لك .. وأخشى أن تخونني وتثرثر لغيرك فأصبح بلا أسرار ..
دمت صديقة لصاحبة القلم الثرثار